الاثنين، 4 أبريل 2011

الشبابيك الجصية

تكنيك عمل الشبابيك الجصية

الشبابيك الجصية المعشقة بالزجاج

عند ذكر الشبابيك (القمريات أو الشمسيات) يتبادر الى الذهن فخامة العمارة الاسلامية حيث ترتبط بهذه التقنيه. فالقمريات والشمسيات من العناصر البارزة فى المبانى العربية والاسلامية والتى وظفها الفنان فى ايجاد علاقة تجمع ما بين القيمة الجمالية والنفعية .

بعض وظائف الشبابيك الجصية المعشقة:-

• منع دخول الحشرات التى تتسلل من خارج المبنى الى داخله.
• ترشيد كمية الضوء الداخل الى المكان.
• تمنع دخول الاتربة ومتغيرات الرياح على مدار العام.
• تخفيف الأحمال على الأعمدة الحاملة للعقود.
• لها وظيفة اجتماعية حيث تقوم بتحديد العلاقات الاجتماعية بين افراد الاسرة وبين المجتمع الخارجى بحيث يستوجب احاطة المرأة باطار من الخصوصية والعزلة عن عالم الرجال أثناء تأدية الصلاة أو أثناء ممارسة نشاط حياتها اليومية.
وتعد مصر من أكثر البلاد الاسلامية استخداما لهذه النوعيه من فن الزجاج الجصى فى المساجد وبعض المنازل والقصور والخنقاوات حيث تميزت هذه الفتحات بتنويعها واختلاف طرق الزخرفة والتلوين طبقا لطبيعة العصر ونوع الزخرفة السائدة فيه وأيضا طبقا لطبيعة المكان خاصة فى المساجد والتى تتمثل فى القمريات أو الشمسيات وشبابيك، أما الأضرحة المغطاه بالقباب فتمثل تلك الفتحات فى الأماكن الواقعة بين مناكق الانتقال وفى رقبة القبة فى تكوين ما يعرف بالقنديلة البسيطة أو القنديلة المركبة.
أما فى المنازل والقصور فتوجد تلك الفتحات المغطاه بالزجاج المعشق فى تكوين معمارى مندمج مع اسلوب انتشر كثيرا فى المنازل والقصور وهو المشربية حيث كان الفنان يغطى الأجزاء العلوية فوق تركيبة المشربية بشبابيك جصية صغرت أحجامها.

بعض الاعتبارات التقنية:-

أول ما يقوم به الفنان والمصمم تجاه تنفيذ هذه التقنية دراسة المكان دراسة جيدة ومعايشتة له لأن الفتحة التى سيوضع بها الشباك المعشق بالزجاج الملون جزء لا يتجزأ من طراز المبنى ولا يجب أن تفرض نفسها عليه بل تكون تابعه له فيختار ما يناسبها من العناصر حسب الطابع الفنى والتراث كذلك الجوانب التقنية التى تدركها عين المشاهد العادى حيث أن ارتفاع الحشوة عن مستوى النظر له دراسة علمية لزاوية حفر القمرية أو الشمسية فزاوية الحفر للشمسية فى مستوى النظر ليست مثلما تكون وهى مرتفعه ثمانية أمتار أو أكثر مما يجعل ذلك وارد كاعتبار فى حسابات التصميم وإلا فلن ترى العينان فتحات الزجاج الملون المتالفه إلا بلاطه معتمة من الجبس فقط.

تكنيك عمل الشبابيك الجصية:-

أولا:- لابد من تحضير التصميم الخاص بالفتحه المراد عمل شباك أو قمرية أو شمسية فيها وحساب المقاسات المناسبة لعملها وكذلك المواصفات الخاصة بالموقع الذى ستوضع فيه ،وتوجد أشكال متعددة للشبابيك فمنها المستطيل ومنها المربع والمسدس والمخمش أما القمريات أو الشمسيات فهى عبارة عن دائرة يحدد قطرها حسب المساحة التى توضع فيها.
ثانيا:- يتم عمل برواز من الخشب بالمقاسات المطلوبة مع مراعاة ان يكون داخل هذا البرواز الخشبى مجرى "فتحه فى الاطار" من الداخل بحيث تتناسب مع المساحة المطلوبة وحسب تخانة"سمك"الاطار الخشبى وذلك لدخول العجينة الجبسية داخل هذه الفتحه حتى تكون المساحه الجصية أكثر متانة مع مراعاة أن لا يقل المفحار عن 2 سم.
ثالثا:- يتم تجهيز العجينة الجبسية حيث يتم نخل الجبس فى مناخل خاصة للتخلص من الاتربة والشوائب العالقة للحصول على سطح ناعم أملس مع ملاحظة أنه قبل عملية صب الجبس داخل البرواز الخشبى أن تعزل الأرضية التى سوف يوضع عليها البرواز قبل الصب وذلك بقليل من الزيت ويفضل وضع الأطار على مسطح من الزجاج أثناء عملية الصب حتى نحصل على سطح مصقول، ثم تترك العجينة الجبسية بعد عملية الصب لمدة 25 دقيقة يتم خلالها شك العجينة وفى النهاية نحصل على مسطح جصى مصمت.
رابعا:- يتم طبع التصميم المراد تنفيذه والخاص بالفتحه وذلك على المسطح الجصى ويكون الطبع اما بالكربون أو بالضغط بواسطة فره غير حادة على حدود "خطوط" الرسم المراد تنفيذه.
خامسا:- تتم بعد ذلك عملية الحفر وهى عبارة عن التفريغ للرسم ولكن بالزاوية الخاصة وتبعا لزاوية الميل الخاصة باتجاه النظر ويتم تحديد هذه الزاوية تبعا لوجود الفتحة وزاوية الميل الواقعة على نظر المشاهد لهذه الفتحة وفى هذه الحالة يكون الحفر أفقيا إذا كانت الفتحة فى وضع رأسى أما إذا كانت الفتحة فى وضع أعلى من مستوى النظر فتجرى عليها زاوية الميل الخاصة حتى يستطيع المشاهد رؤية تصميم الزخارف جيدا.
ويتم الحفر والتفريغ وذلك باستخدام الشنيور الكهربائى ذا البنط المناسبة حيث يتم اختيار البنطة حسب الجزء المراد حفره على المسطح الجصى مع مراعاة أن يكون المسطح الجصى رأسيا أثناء عملية التخريم وذلك لحماية المسطح الجصى من الضغوط والأحمال من جراء أستخدام الشنيور الكهربائى وبعد الانتهاء من التخريم لجميع الرسومات التى سوف يتم الحفر والتفريغ بها نبدأ فى تكملة الحفر بدخول منشار حدادى رفيع ذا السنون من ناحية واحدة من داخل الثقب الذى تم عمله بالشنيور وبحيث يكون عمل المنشار تردديا حتى نصل للتفريغ للقطع المرادة.وبعد الانتهاء من تفريغ جميع رسومات التصميم تتم عملية الصنفرة وازالة الرايش وتسوية الحروف.
ملحوظة:- إذا حدث أثنار العمل وجود نقر أو كسور أو خدوش على المسطح الجصى فيمكن ترميمه واستكماله بعمل عجينة جبسية لبانى توضع على الجزء المراد استكماله وذلك بعد تندية المكان الذى سوف يرمم وذلك بالماء حتى لا يتشرب المكان ماء العجينة الجبسية فتصبح هشة لعدم وجود الماء الكافى لتبلور جزئيات الجبس ثم تترك لتجف تماما وبعد ذلك استخدم المبرد الحدادى أو الصنافر المختلفة (الخشنة والناعمة)للحصول فى النهاية على سطح مصقول.
سادسا:- عملية لصق الزجاج الملون على فتحات التصميم وتتم بتقطيع الزجاج الملون الخاص بالتعشيق فى الجص بطريقة التقطيع العادى بالألماظة وبحيث تكون قطعة الزجاج أكبر قليلا من الفتحة الجصية من جميع حروفها حتى يتسنى لقطعة الزجاج أن تثبت على السطح الجصى من الخلف.
وهناك طريقتان لتثبيت القطعة الزجاجية الملونة على السطح الجصى وهم:-
أولا:- يمكن تثبيت القطعة الزجاجية الملونة على المسطح الجصى وذلك بدهان حروف القطعة الزجاجية بمادة الفينافيل (الغراء الأبيض) ثم محاولة وضع ثقل مناسب عليها حتى تجف المادة اللاصقة.
ثانيا:- يمكن ذلك بعمل عجينه لبانى من الجبس على أن توضع هذه العجينة بين حرف الزجاج وأرضية المسطح الجصى وفى هذه الحالة يستحسن أن تقطع كل القطع الزجاجية الملونة وتوضع على الفتحات المناسبة لها ثم يتم عمل عجينة لبانى بكمية كبيرة تكفى لملء الفراغات بين القطع الزجاجية على المسطح الجصى. وبعد تمام الجفاف للجبس يتم ازالة الزيادات الجبسية والرايش حول الحروف الزجاجية حتى تكون حروفها الخارجية نظيفة وموصلة جيدة للضوء الواقع عليها من الخلف.
وتوجد طريقة أخرى لعمل الشبابيك الجصية بالزجاج المعشق وهى تتلخص فى وضع شيت (قطعة واحدة) من الزجاج خلف المسطح الجصى ومحاولة تثبيته بالجبس أو بمسمار 2 سم وبعد ذلك يتم تلوين التصميم من الخلف بالألون الزجاجية للحصول على المطلوب.
ولكن هذه الطريقة ليست مناسبة للشبابيك الأثرية ذات الطابع القديم وأيضا تكون الألوان عرضه لعوامل التجويه الجويه التى تعمل على بهتان الألوان.


منقول

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق