الأربعاء، 16 مارس 2011

معبد الاقصر

تمهيد
تبدأالطائرة في الهبوط بمطار الأقصر بعد تسهين دقيقة أو أقل من مغادرتها لمطار القاهرة، ها هي تميل فوق قمة جبل يفع حوالي أربعمائة متر غربي النهر. وتجتاز فيها من الأرض المنزرعة التي تتناثر علي شريط نهر النيل، للتراءى بين الحين وأخر للمسافرين عن بعد بعض معابد طيبة. ثم تمس عجلاها أرض المطار الدولي في الصحراء شرقي الزراعة. وخلال دقائق قليلة تبدأ عربة المسافرين رحلتها القصيرة إلي المدينة لتودع المسافر في فندقه.
أما إذا أراد المسافر أن يصل بالقطار، فأنه يقطع رحالة تتراوح بين عشرة واثنتي عشرة ساعة في عربة نوم مكيفة الهواء. وهكذا يكون القطار مريحا في جو مصر الحار ابتداء من أواخر مارس إلي أوائل نوفمبر , ولما كان وادي النيل جنوبي القاهرة لا يتحصل علي أمطار تذكر، لذا فإن القطار يتحرك ف سحاب من التراب الذي يتطاير مع كل خطوة ، ولكن عربات القطار المكيفة تمنع هذا الإزعاج، وكذلك فان معظم غرف الفندق مكيفة.
أما المسافرون في القرن التاسع عشر فلم تكن لديهم مثل هذه الوسائل المريحة، كانوا يحضرون بالمركب في النيل في رحلة تستغرق من أسبوعين إلي أربعة أسابيع من القاهرة. ولم تكن هناك فنادق إلا في أخريات القرن، وكثيرون منهم كانوا يظلون مقيمين في المراكب لمدة قد تطول إلي عدة شهور . وفي الثلث الأول من هذا القرن أصبح السفر مريحا ولكنه لا يسمح بوقت كبير من الفراغ. وظلت الأقصر مشتى مفضلا يعود إليه محبوه ليقضوا عدة أسابيع كل عام، أما اليوم فأغلبية الزائرين يبقون يوما أو يومين ، ويمرون سراعاً بالآثار القديمة، فلا يكادون يهضمون شيئا مما يرون.
وبعض المعلومات التي كانوا يحصلون عليها لم تكن مفيدة جداً، وحتى الاسم القديم للمكان "طيبة" كان يستخدم بأشكال مختلفة/ فكثير من المرشدين وقعوا ف خطأ استعمال هذا الاسم عند وصف منطقة الجبانة الممتدة غربي النهر، وبعض واضعي الخرائط الحديثة يقعون كذلك في نفس الخطأ . أما المدينة القديمة التي تحمل هذا الاسم فكانت حول معبد أمون بالكرنك . واليونانيون هم الذين أعطوها هذا الاسم وأطلقوه علي كل ما في المنطقة من آثار، وهذا ما سوف نلتزم به بصفة عامة في هذا الكتاب. وفي داخل هذه المنطقة عدد ضخم من الآثار القديمة والمعابد والمعابر والهياكل أكثر من أي منطقة أخرى في العالم.
علي الجانب الشرقي للنهر يقع معبدان أعطيا اسميهما العربيين للمناطق السكنية التي نشأت حولهما .: الأقصر والكرنك، والأقصر تعني "القلاع" وهو اسم مستمد من الأعمدة الضخمة التي لا تزال قائمة : والكرنك كلمة قديمة تعني "الحصن" ومعد حونسو بالإضافة إلي معابد أخرى صغيرة وأماكن عبادة وهياكل تبلغ مساحتها 60 فدانا ، بينما تبلغ كل المنطقة ضعفي هذه المساحة ، وتوجد فيها قطاعات كبيرة لم يجر بها تنقيب دقيق حتى الآن. ولا شك أن هذه المهمة أكبر مما يمكن أن توفره المواد المتاحة للأثريين ف المستقبل المنظور.
وعلي الجانب الغربي للنهر توجد بعض أسماء المناطق التي تفسر نفسها بنفسها ، مثل وادي مقابر الملوك، والدير البحري ودير المدينة، ومعناهما "الدير الشمالي" و"دير المدينة". وهناك أيضا "مدينة هابو " وليس هناك تفسر مرضي للكلمة الثانية من هذا الاسم . والرمسيوم اشتق اسمه من اسم بانيه رمسيس الثاني ، و"مقابر النبلاء" ويقصد بها "هياكل مقابر مسئولي طيبة" وهي تمتد علي طول حافة الجبل ، وود قطاعات أخرى لها أسماء مختلفة ، فبين الطريق إلي وادي مقابر الملوك والدير البحري يوجد "دراع أبو النجا" وهو شيخ محلي من الأولياء. والوادي الذي يقع قبل الدير البحري التالي يسمى "الخوخ" وهو مفرد "خوخ" ، وجنوب التل يوجد موقع يسمى "العساسيف" وهي كلمة غامضة ربما تعني "القبة" . وهناك هضبة شيخ عبد القرنة، وهو شيخ محلي من الأولياء أو شخصية أسطورية كان مواره عند القمة (القرن) . ومنطقة شيخ عبد القرنه تضم السياج الديني، وهو محر قديم إل الشمال من التل ، والسياج الاعلي الذي يحيط بالمقابر الهيكلية علي الجانب الشرقي للتل. والمقابل الهيكلية في السهل الممتد إلي الرمسيوم، والتل الأخير الذي به مقابل هيكلية يسمى "قرنة مرعي" ، نسبة إلي شيخ محلي أخر من الأولياء.
والزائر للآثار المصرية تواجهه أفكار غير مألوفة ، "فالكتابة المصور" المنقوشة أو المرسومة علي حائط من الصعب ربطها بطرائق الكتابة في لغاتنا، ومع ذلك فان النقوش الهيروغليفية لا تختلف كثيرا عن طباعة الصحف في الوقت الحاضر. فالهيروغليفية المصرية تشابه طريقة الكتابة الرمزية التي تستخدم صورة الشيء للتعبير عن منطوقة حتى لو كان الشيء لا علاقة له بالكلمة التي يدل عليها الصوت. وقد ضرب جيمس هنري برستيد مثلا علي ذلك بصورة تجمع بين نحلة وورقة شجر فهما معا يكونان الكلمة الانجليزية Belief أي "عقيدة" . وهذا مما يدل علي أن الهيروغليفية لا تعترف بالحروف المتحركة أو المقاطع، فالمصري يأخذ صورة "البيت" واسمه ينطق "بر وهذا مما يدل علي أن الهيروغليفية لا تعترف بالحروف المتحركة أو المقاطع، فالمصري يأخذ صورة "البيت" واسمه ينطق "بر Per" ، ويكتب مع نفس الصورة كلمة Peri ومعناها "يخرج".
وكان المصريون لا يكتبون الحروف المتحركة ولغتهم تتكون فقط من أربعة وعشرين حرفاً ساكناً . وكانت هناك علامة أو أكثر لكل حرف منها وعلامات أخرى كثيرة – كالمثل الذي ذكرناه – للدلالة علي حرفين أو ثلاثة حروف ساكنة.
ومثل هذه الصورة أخذها رجال المحاجر الساميون الذين كان المصريون يستخدمونهم في سيناء خلال عصر حتشبسوت واستخدموها للتعبير عن كلمات سامية. ومن هذا الشكل البدائي ظهرت الأبجدية الكنعانية والفينيقية ، ومن الأخيرة أخذ الإغريق هذه العلامات بل وبعض الأسماء الدالة عليها، وكثير من هذه الحروف انتقلت إلي الأبجديات الأوربية، ويمكننا التعرف علي بعض هذه الحروف، فمثلا الحرف A عبارة عن رأس وقرون ثور مقلوب، والحرف M يمثل أمواج البحر ، والحرف O عبارة عن حدقة العين.
وكان الملوك في زمن عظمة طيبة لديهم خمسة أسماء ، الأخيران منها يدلان علي اسم التتويج والاسم الشخصي ، ويكتبان داخل الخرطوش وهو عبارة عن حلقة هليلجية تحت قاعدتها خط . ولكن لا ينبغي الخلط بينه وبين شكل بيضوي مشابه عليه رسم رأس أجنبي، يكتب فيه اسم الأسير أو المدينة أو الجماعة المقهورة.
وقد قسم المؤرخون المصريون القائمة الطويلة لحكامهم إلي ثلاثين مجموعة أو أسرة ، ولا يزال هذا التقسيم ساريا رغم اعتقادنا الآن أنه لم يكن دقيقا تماما . ولا توجد طريقة معينة لنطق الأسماء المصرية الصحيحة ، والطريقة التي سوف نأخذ بها في هذا الكتاب هو الآن نتبع الهيكل الساكن للغة المصرية الصحيحة، ومعظم هذه الهجاءات استخدمها آخرون قبلي، وبعض الدارسين يفضلون استخدام النطق الإغريقي طالما وجد، ولكن يبدو أنه من غير الملائم أن نكتب منتوحتب الذي لم يشاهده أي إغريقي ، ثم نرفض أمنحتب ونستخدم الشكل الإغريقي أمينوفيس. ولكن علي أية حال، فان هذا الأسلوب ليس متبعا دائمان فمثلا اسم نيتوكريس وهو الشكل الإغريقي لا نكتبه نيت اكر Neitiker وهو الشكل المصري.
والعمارة المصرية تختلف عن العمارة الإغريقية. ولكنها تستخدم مسمياتها، فالتعبيرات المستخدمة لا تمثل دائما نفس الأشياء ف العمارة الكلاسيكية، فمثلا العتبة في البناء المصري عبارة عن العارضة الصخرية التي تستقر فوق كتلة العمود وتحمل فوقها السقف، وأي قاعة تحمل الأعمدة سقفها تسمى قاعة الأعمدة. وإذا كانت القاعة المقصودة بالذكر هي القاعة التي بناها في الكرنك سيتي الأول ورمسيس الثاني فإننا نكتبها بالحروف الكبيرة Hypostyle Hall ويوجد تعبير أصبح تقريبا ملكا خالصا للعمارة المصرية هو "الصرح" وهو يتكون من برجين علي جانبي المدخل، وكل منهما مستطيل القاعدة ويميل سطحه إلى الداخل وتتصل به شرفة فوق مدخل الباب. وفي معظم الصروح الكبيرة توجد درجات سلم تؤدي من آخر البرج إل الشرفة أي إلي سطح أحد البرجين أو كليهما.
وهناك نوعان من النقوش يجري استخدامهما ، أحدهما بارز حيث تكون الخلفية غائرة، وهو ما يسم بالنقش البارز، والآخر تكون فيه الأشكال والعلامات الهيروغليفية منحوتة في السطح ويسمى النقش الغائر. وعندما يكون الشكل بالنقش البارز تكون التفاصيل دائما بالنقش الغائر، ولم تحال مناقشة المفاهيم التي كانت تدعو الفنان في الماضي إلي استخدام أي من النوعين، فيما عدا ملاحظات عابرة، فان مثل هذه المناقشة تحتاج إلي دراسات متخصصة، ولا يوجد هناك فرق في المبادئ الفنية إلي تعتمد عليها رسوم الحائط ونقوشه، ومعظم النقوش كانت ملونة أيضا. وفي حين أن كثير من الرسوم في هياكل المقابر ترتكز علي سطح من الجص إلا إنها ليست رسوما جصية ،وهذا الأسلوب لم يكن مستخدما في مصر القديمة.
وكانت بداية السنة المصرية مرتبطة بشروق سيريوس Sirius أو نجم الشعرى حوالي 19 يوليو وتوافق مع بداية الفيضان . وفي أزمنة ما قبل التاريخ وفترة ما قبل الأسرات كان أول السنة الجديدة يحدد بالملاحظة. ولكن خلال عام أو عامين بعد 2780 ق.م. – في الأسرة الثالثة – عرفوا بالحساب أن 365 يوما يجب أن تمر علي العام المقضي حتى يبدأ العام الجديد، ولكن يوجد ربع يوم ينقص من الطول الحقيقي للعام. ومع مرور الزمن أصبح من الواضح أن أول العام الجديد لا ينطبق مع الظاهرة الفلكية، ولكن روح المحافظة لدى المصريين جعلتهم لا يغيرون ما استقرت عليه العادة، والواقع ربما لم يكن لديهم حساب دقيق للسنوات التي مرت منذ أن كان التقويم صحيحا، رأي باقتران الشروقين . الشمس مع الشعرى اليمانية في يوم بداية ارتفاع النيل).
وبعد مرور 1460 يوماً (365×4) أصبحت "دورة الشعرى ليمانية" دقيقة مرة أخرى، وحدث هذا بين عامي 1320 -1317 قزم . وهو يوافق تاريخ اعتلاء ستي الأول العرش وكانوا يعدون من التقويم القمري، الذي يحدد كثيرا من الأعياد، طبقا للتقويم الشمسي بحيث تقع الأعياد الرئيسية في كل شهر قمري في الشهر الصحيح من التقويم المدني، وهذه الخصائص أفادت كثيرا في وضع التقويم التقديم, وفي حالات قليلة توجد سجلات تحدد اليوم في التقويم المدني الذي لوحظ فيه شروق نجم سيريوس أو نجم الكلب.
والنهر في الأقصر يتدفق بالقرب في الاتجاه الشمالي الشرقي، ولكن المصريين تصوروا أن النيل يسير شمالا. وكانت كل الاتجاهات تحدد طبقا لسير النهر في اتجاه الشمال ، وكان القدماء يتحدثون دائما كما لو كان الجنوب يحتل قمة الخريطة، وبالنسبة لنا وقد تعودنا علي وجهة النظر المعاكسة، فمن الصعب أن نفكر في "أن العليا هي الجنوب" أو "السفلى هي الشمال".
وقد يبدو للذين يشاهدون الآثار القديمة في طيبة لأول مرة أن هؤلاء السكان كانوا غامضين في كثير من الأشياء، ولكن عندما يفهم الإنسان شيئا عنهم، ولماذا أقاموا المعابد لآلهتهم والهياكل لموتاهم سوف يبدون كأناس لهم منجزات عظيمة، وأمل عظيم ،وكبناة واحدة من أعظم الحضارات التي تستقر عليها حضارتنا.




مقدمة عن المعابد في الدولة الحديثة
كانت أبرز مميزات المعابد في الدولة الحديثة تلك الفخامة والضخامة التي تبعث في النفس ذلك الجلال الديني والغموض الخفي الذي توحي به القوة الإلهية. فالطريق إل المعبد الذي تحرسه الكباش، وصروح العالية ، وسورة المغلق ، وأيضا كهنته المميزون بمظهرهم ونشاطهم الديني الغامض – كل هذا قد يوحي للوهلة الأولى أن المعبد كان بعيدا عن الشعب، غريبا عليه أو – كما يقول أرمان – ليست الآلهة للعشب بل هي للفرعون أبنها، فالدين في مصر القديمة هو دين الملك أو دين الدولة لأن الرجل من عامة الشعب لم يكن يستطيع دخول المعابد.
ولكننا نعتقد أن الحقيقة كانت علي خلاف ذلك تماما ، فالديانة المصرية منذ مطلع وجودها .وخلال مراحل التاريخ المصري – لم تنعزل عن الجماهير ، فمنذ البداية عندما كان كل قبيلة تعبد إلهها الخاص وتعدد محاسنه ،وعجائبه صنعه نشأت الأساطير وارتبطت بالدين وتطورت جنبا إل جنب معه، وعندما اندمجت العبادات المحلية في ديانة عامة اندمجت قصص الآلهة – هي الأخرى – لتكون الأساطير العامة التي كانت ملكا مشاعا للشعب جميعه.
وتطالعنا النصوص – خلال مراحل التاريخ المصري- بما يؤكد ارتباط الشعب بالآلهة ، وأيضا رعاية الآلهة للشعب، "فالناس هم قطيع الإله.. أنهم صورة الذين أتوا من أعضاءه، أنه يشرق في السماء وفقا لرغبتهم، لقد صنع لهم النباتات والماشية وطيور والأسماك من أجل أن يطعمهم . وعندما يبكون فانه يسمع"ز
وتظهر دلائل التدين الفردي في الدولة الوسطى فيما كان ينقش علي جعلان الأفراد من عبارات عامة منتشرة بين مختلف الطبقات . وهذه العبارات تدور حول الثقة بالآلهة والرغبة في إرضائه ، فكل شيء في يد الآلهة ما كان وما لم يكن ومنها ما يدل علي أن رضى الآلة عن رب العائلة فيه حماية للأسرة كلها . ومنا ما يفيد بأن من يعتمد علي الآلة لا يجب عليه أن يخشى شيئا غير ذلك.
وفي عصر الدولة الحديثة تطالعنا أنشودة أمون رع من عهد أمنحتب الثاني التي يقال فيها عن الإله "هو الذي يصنع الكلأ للماشية وشجرة الفاكهة للبشر" "الراعي الشجاع الذي يقود قطيعه، ملجؤهم وصانع حياتهم"
ولدينا بردية بالمتحف البريطاني تحت رقم 10684 من عهد الرعامسة تقرر أن الإله في كل جسم وانه يعير أذنيه للناس ليسمع شكواهم ويلبي نداء من يستنجد به ، وفي بردية أخرى نفس العصر بالمتحف البريطاني أيضا تحت رقم 10689 لأمون " أن الواحد الذي يكون في رعايتك لا يصيبه شر" وفي لوح الرسام لب رع بمتحف برلين تحت رقم 20377 من الرعامسة أيضا يقال عن آمون : "الإله العظيم الذي يسمع الصلوات " إذا نادي الواحد عليك فأنت تأتي من بعيد" وكثيرا ما نعرف فن الإله آمون في النصوص والأناشيد انه الإله الذي يرى ويسمع في كل مكان والذي يشفي أعمى البصر والبصيرة أيضا.
ولكن الآلهة كما تقدم لرعاياها تطلب منهم. فقد كان الواجب علي كل فرد أن يذكر ألهه ويحتفل بعيده ويقدم له القرابين "احتفل بهبد ألهك وكرر ( الاحتفال) في ميعاده. الإله يبغض من لا يتذكره ويقدم له القرابين".
وهكذا فقد قامت بين المصري القديم وآلهته صلات وثيقة مستمرة ومتبادلة ولم تكن الآلهة للملوك وحدهم، بالرغم من أن الرجل العادي لم يكن يستطيع الوصول إلي كافة أجزاء المعبد ألا أن ساحة المعبد أمام الصرح كانت مفتوحة أمام الجمهور يستطيع أن يعبد فيها بحرية.
وعلي أية حال ، فليس حرمان الجماهير من الدخول إلي كافة أجزاء المعبد هو المقياس الدقيق للحكم علي انعزال المعبد عن الشعب ، لأن الكهنة – خدم الإله أنفسهم – لم يتمتعوا بهذا الحق بصفة مطلقة – إذ كانت امتيازات الدخول تضيق كلما اقتربنا من الهيكل حتى تنحصر في النهاية في شخص الملك أو الكاهن الأكبر الذي يمثله فهما وحدهما اللذان يسمح لهما بمشاهدة الإله وجها لوجه.
كذلك فانه من المؤكد أن صورة الإله (تمثاله) لم تكن تظهر لعامة الشعب إلا في مواكبه، وحتى في هذه المواكب فالأرجح ان الصورة كانت تحتجب داخل المقصورة فوق القارب الإلهي الذي يحمله الكهنة.
وفي تقدير أن هذا الإبعاد والغموض لم يكن ليصرف الرجل العادي عن المعبد بمقدار ما كان يشده إليه، ويثير اهتمامه بما يجري فيه، وتلك طبيعة بشرية معروفة حديثا وقديما أيضا. فعندما أعلن اخناتون ديانة الانونية – وكانت أكثر بساطة في معتقدها، وأكثر وضوحاً في معابدها فان جماهير الشعب لم يتقبل عليها، ولم تتعلق بها، بل ظل حنينها للآله المعقدة، وللمعابد المغلقة.
اتصال الجماهير بالمعبد:
لم يكن المعبد منعزلا تماما عن الجماهير وإنما كان هناك أكثر من أسلوب للاتصال، ففي لوحة الرسام نب رع التي أشرنا غليها رقم 23077 بمتحف برلين نراه يركع أمام تمثال الإله آمون الذي يظهر أمام بوابة معبده يسأله أن يمنح أبنه المريض الصحة.
نحن نعرف أنه كانت تقام تماثيل ضخمة في المعابد توضع أمام الصرح أو في الصحن الأول ليتعبد لها الجمهور. ويبدو أنه قد جرت العادة علي إعطائها أسماء ليتعرف عليها الشعب ويتعبد لها. ومن ذلك تمثال من الجرانيت الأحمر لرمسيس الثاني في منطقة منف وقد نقش عليه فوق الكتف اليمنى "وسر ماعت رع ستب أن رع المحبوب مثل تحوت الذي تحت زيتونته" وقد كان رمسيس الثاني بعبد كآله في بعض المعابد وربما كانت تسمية تمثاله وراء هذا الغرض.
كذلك فقد كانت هناك مقاصير وهياكل تقام للآلة خارج أسوار معبده وكان يسمح للناس بدخولها، ويذكر لنا باك أن خنسو الكاهن الأكبر لآمون أنه أقام للآلة هيكل يسمى "رمسيس الذي يستجيب للرجاء" وذلك عند البوابة العليا لمعبد آمون.
وإذا كانت هناك قيود وحدود لجماهير الشعب بالنسبة للمعابد الكبيرة فقد كانت هناك معابد صغيرة متواضعة يستطيعون أن يمارسوا عبادتهم فيها دون قيود. ومن ذلك المعبد الذي بني في عهد تحتمس الرابع علي الشاطئ الغربي لطيبة واستبدل به بعد ذلك عدد من الأبنية الصغيرة وكان يستعمل كمعبد للعمال وموظفي الجبانة، وكان هذا المعبد مكرسا – في البداية – للآلهين اللذين يحميان الجبانة وهما الزوجان الملكيان أمنحتب الأول وأحمس نفرتاري ثم أصبح معبدا شعبيا عاما يعبد فيه آمون رع، وخنسو ، وبتاح والهة الفنتين ،والإلهين الأجنبيين وشف وكدش وغير ذلك من الآلهة كما تشير إلي ذلك لوحات العبادة والتضرع التي عثر عليها في هذا المكان.
ومن أمثلة المعابد "الشعبية"ما نستخلصه من بردية المتحف البريطاني رقم 10335 من عهد الرعامسة الخاصة بلجوء الخام آمون أم ويا غلي الإله آمون ليدله علي سارق قمصانه،إذ نعرف أنه كان هناك ثلاثة آلهة لآمون يقدم إليها الملتمس هي آمون باخنتي وآمون تاشنت وآمون بوقتننن. وكما يرى Blackman. فان هذه إشارة إلي ثلاثة تماثيل للآلة آمون في معابد بأحياء مختلفة أطلق علي كل منها اسم الحي الذي كانت فيه وربما كان آمون باخنتي هو آله المنطقة الشعبية كلها.
كذلك نعرف أن معبد سخمت في منف كان له فرع في معبد جنزي قديم في أبي صير، وكانت الآلهة تسمى "سخمت سحورع" وقد عثر علي عديد من اللوحات مثبته في واجهة هذا المعبد تسجل الدعوات والشكر،كما تصور أذنان علامة علي أن الإله يسمع ويستجيب.
ليس من شك أن ارتباط المعبد بنظام الدولة، واتصاله الوثيق بالمجتمع المصري القديم كان من أهم أسباب قوته ونفوذه وتأثيره وتضيف إلي ذلك في هذا الفصل عاملين آخرين كان لهما دورهما الفعال في تأكدي قوة المعبد ونفوذه وهما : انتشار المعابد وترابطها من ناحية ، وثروة المعابد من ناحية أخرى.
الآلهة الرئيسية في عهد الدولة الحديثة هم آمون ورع وبتاح ، فقد كانوا الآلهة الرسميين في البلاد جميعا ومدنهم طيبة وهليوبوليس ومنف هي الأماكن المقدسة، ومعابدهم هي هياكل الدولة ، وكما يقال في بردية ليدن : "ثلاثة هم كل الآلهة: آمون ورع وبتاح ليس هناك مثيل لهم .. وقد أقيمت مدنهم الثلاث علي الأرض إلي الأبد: طيبة وهليوبوليس ومنف" ، ويمكن أن نضيف إلي هذه المدن الرئيسية "تانيس" ابتداء من عصر رمسيس الثاني فقد كان معبدها من أكبر المعابد المصرية ، ونحن نعلم أن هذه المدن الأربع كانت وآخرة بالمعابد . فطيبة كانت تقوم فيها معابد الكرنك ومعبد الأقصر ، كما أن المعابد التابعة لهليوبوليس المذكورة في ورقة وطيور وحدها كان عددها ستة أو سبعة . وفي منف دلت الكشوف الأثرية علي وجود تسعة عشر معبدا أقيمت في منطقتها . وكذلك كانت تانيس كما وصفها شعراء عصرها في بردية أنسطاسي تعرف بمعابدها الأربعة: معبد آمون في الغرب، ومعبد ست في الجنوب ومعبد بوتو في الشمال ، ومبعد الآلهة عشتارت في الشرق.
علي أننا إذا تصورنا أن مراكز العبادة اقتصرت علي هذه العواصم وحدها لكانت النتيجة الطبيعية أن نفوذ المعبد وتأثيره سوف يكون مقصورا إلي حد كبير علي هذه المدن الأربع والمناطق القريبة والمحيطة بها، خاصة إذا وضعنا في اعتبارنا الامتداد الجغرافي الواسع للبلاد، وقصور وسائل الانتقال والاتصال في ذلك الوقت.
وعلى العكس من ذلك يمكن أن نقلو ، انه بمقدار الانتشار السكاني للمعابد يمتد نفوذها وتأثيرها حيث يراها الناس أمامهم في كل مكان وترتبط بها حياتهم الدينية والاقتصادية والاجتماعية ولقد تميز المعبد المصري بالكثرة العددية، والانتشار المكاني بصورة ملحوظة.
وإذا كان من المستحيل علينا أن نتعرف الآن علي مختلف الأماكن التي أقيمت فيها معابد علي امتداد البلاد كلها فإننا نعرف أنه منذ وقت مبكر تكون في مصر عدد هائل من المعبودات، وكان من المعتاد أن تقيم كل مدينة معبدا لآلهتها. والمعتقد أن كل مدينة مهمة في الدولة الوسطى حوت معبدا ، وهناك بقيا لمعابد أقامها حكام الأقاليم الأقوياء في عهد الدولة الوسطى ، وقد امتدت هذه المعابد من الشلال الأول إلي الشمال الغربي للدلتا، وكما سبق أن ذكرنا ، فقد كانت إقامة المعابد أو الإضافة عليها أو إصلاحها سنة مرعية التزمها ملوك الدولة الحديثة لا يكاد يتخلق منهم أحد، ولقد دلتنا الآثار علي أن تحتمس الثالث تفقد في رحلاته معابد في أكثر من ثلاثين مكانا بجهات القطر المختلفة ويوضح لنا نص توت عنخ آمون عن إرجاع العبادات المصرية غلي ما كانت عليه قبل عصر اخناتون مدى انتشار المعابد وامتدادها "معابد الآلهة والإلهات " من الفنتين حتى مستنقعات الدلتا .. قد تحطمت".
وبالنسبة للمعابد بمناطق الصحراء الغربية فنحن نعرف أن في عهد الأسرة الثامنة عشرة نظمت الواحات وقسمت إلي مجموعتين الجنوبية والشمالية ، وفي عهد الأسرة التاسعة عشر كان يوجد الواحة الجنوبية معبد للإله أوزير ، ويتضح ذلك من تمثال احد الموظفين "بارن نفر" كان مدير المطبخ في معبد أوزير في المجموعة الجنوبية ، كما كان في نفس الوقت كاتب نفس المعبد. وبذكر لنا Cerny أن واحة سيوة قامت بها عبادة آمون كما استوعب آمون أيضا عبادة ست في الواحة الخارجة ، وإذا رأينا معابد آمون الحالية في كل من الواحة الخارجية وواحة سيوة ترجع في تاريخها غلي العصر الفارسي ، فلا شك في أن عبادة آمون كانت علي الأرجح قد دخلت إلي هناك قبل ذلك ببضعة قرون.
الروابط بين المعابد:
ربما كان من الطبيعي مع وجود عدد هائل من الآلهة ومعابدها. أن يقوم في مصر القديمة نوع من الصدام بين المعابد بعضها وبعض يستنفذ قوتها الذاتية. ويحد بالتالي من نفوذها داخل الدولة وتأثيرها علي الجماهير وهذه النقطة جديرة بأن نقف عندها لارتباطها بالدور السياسي للمعبد وأيضا بالتنظيم الإداري له.
وعندما يبلغ الفكر الديني نضوجه في العصور التالية لم تتوقف الآلهة عن التنافس فيما بينها، والسطو علي التعاليم الدينية للآلهة الأخرى، ونسبتها لنفسها ومن ذلك ما نادت به تعاليم طيبة من أن مدينتها تمثل التل الأزلي الذي ظهر أولا من العدم وفكرة التل الاذلي هذه مأخوذة عن التعاليم الدينية التي سبقت سيادة آمون، فقد سبق ظهور هذه الفكرة في المدارس التي تنسب نشأة الخلق إلي التامون وبتاح ورع ، إذ كان للآلهة الخالقة في هذه التعاليم تلالها الأزلية.
تلك صورة موجزة للدور السياسي الذي قام به المعبد في مرحلة سابقة علي الدولة الحديثة، ولسنا بحاجة غلي أن نوضح هنا أن الحديث عن دور الآلهة الكبرى: بتاح ورع وأوزير وآمون هو في الواقع حديث عن معابدها وكهنتها باعتبارهم مظهر كيانها، ومصدر قوتها.

التنظيم الإداري والدور السياسي للمعبد
أشرنا إلي النفوذ الإداري للمعبد، حيث كان تم تعيين الملوك وكبار الموظفين وفق إرادة الإله ، كما أشرنا في ارتباط المعبد بالجماهير وتناولنا بذلك ثروات المعابد من تزايدت بشكل ملحوظ خلال الدولة الحديثة، وتحدثنا في الباب الثاني عن الاندماج بين الوظائف الإدارية للمعبد والجهاز الإداري للدولة.
ومع أن هذه العوامل جميعا تبدو كأنها تمثل المناخ الملائم، والظروف المناسبة التي يستطيع المعبد في إطارها أن يتحرك لأداء دوره السياسي. إلا أنها وحدها لا تكفي لأن يكون باعثا أو دافعا لهذا الدور.
وبمعنى أكثر وضوحا ، فان العوامل السابقة كفيلة بأن تجعل المعبد مكانا رئيسيا وهاما داخل الدولة ولكنها لا تكفي وحدها لتفسير أو لتبرير الدور السياسي الذي لعبه المعبد في الدولة الحديثة، والذي كان يدور ويقوم علي الصراع الظاهر والخفي للملوك والكهنة ، وهي ظاهرة تبدو لنا غريبة وشاذة، في إطار الملكية الإلهية التي تمتع بها الملوك طوال التاريخ المصري القديم.
وقد يقال في هذا الشأن ، أ،التاريخ المصري عرف في إعقاب الدولة القديمة ثورة اجتماعية أطاحت بالملوك وحطمت مقابرهم ومعابدهم حتى أصبح القصر الملكي عرضة لأن ينهار في ساعة.. وتصبح أسرار ملك الوجهين القبلي والبحري معروفة، بل أن مخازن الملك أصبحت حقا مستباحا لكل إنسان....
ولقد حدث ذلك فعلا بالنسبة للملوك رغم قداستهم ولكنه أمر يختلف عما حدث خلال الدولة الحديثة، ففي أعقاب الدولة القديمة كانت هناك ثورة شاملة أقلت فيها الزمام، وكانت حالة مؤقتة وشاذة ندم عليها المصري القديم كما نحس أصداء ذلك الندم في تعاليم ماريكارع (27) ونبوءة ايبوور (28) ، ونفرتير(29) ، أما في عهد الدولة الحديثة فقد كان الصراع بين الكهنة والملوك مستمرا لا يكاد يتوقف أو بمعنى آخر كان ظاهرة طبيعية تمثل محاولة من السلطتين الدينية والزمنية الوصول إلي نفوذ مطلق ، ولم يكن ذلك مجرد ثورة عارضة أو فورة مؤقتة.
وفي تقدير أنه كان هناك تطور في مجالات ثلاثة تفصل بفكرة الملكية الإلهية واتجاهات المعبد، ودور الجماهير ، وهذا التطور أضيف إلي العوامل الأخرى التي أوجدت المناخ الملائم ، كما أضيف إلي الأبعاد التاريخية ليتحقق من تفاعل ذلك كله – الدور السياسي الذي مارسه المعبد خلال الدولة الحديثة.
الملكية الإلهية:
يشير مانيتو إلي أن الأسرة الأولي من الملوك البشر الذين قدمهم في قائمته سبقتها أسرتان علي الأقل من الآلهة وأنصاف الآلهة ، وقد ترك أوزير آخر الآلهة العظام الملك لابنه حوريس ومن ذا الأخير انحدر كل ملوك مصر وبذلك يكون حق الملك في الحكم مستمدا من طبيعته الإلهية.
وهكذا – ومنذ مطلع التاريخ المصري (34) – وحد الملك بحورس الذي سادت في ظله حرب التوحيد (35) ، ويرى بعض المؤرخين أن الوهية الملك لم تتحقق تماما ولم توضح أسسها إلا علي يد الملك زوسر أول ملوك الأسرة الثالثة، كما يشير غلي ذلك النضال الطويل في سبيل دهم وحدة البلاد الذي قام به ملوك الأسرتين الأولى والثانية.
وعلي أية حال، فمنذ بداية الأسرة الثالثة وحتى نهاية التاريخ المصري ظل الملك يتمتع بطبيعة إلهية ميزته عن سائر البشر ، فقد وجد قبل خلق العالم كما تشير غلي ذلك نصوص الأهرام . وكانت كلمته هي القانون السائد ورغبته هي النبراس الذي يقود الناس في حياتهم وكل من يتصرف ضد رغبة الملك كان يتعرض لعقوبة شديدة قد تصل إلي حد الموت، وكان المصريون جميعا بمثابة خدم له ما لم يحررهم هو بنفسه فيحد بذلك من سلطته بمحض اختياره، وباختصار كانت الدولة جميعها ملكا للحاك الذي كان ألها.
وإذا كانت فكرة إلوهية الملك قائمة طوال عصور التاريخ المصري إلا إنها كانت تتطور وتتغير بصورة تهبط بالملك تدريجيا، ولقد تعرضت الفكرة عن الوهية الملك لأول تحديد لها في الدولة القديمة، عندما اتخذ جدف رع من الأسرة الرابعة لقب سارع، أي ابن الإله رع، فكان ذلك يدرجه ما – أضعافا لسلطة الملك الذي لم يعد ندا للآلهة ، ولكنه أصبح ابنا لواحد منها يحكم عن طريقه، ويقر بتبعيته له.
وعندما انتقل الحكم من الأسرة الرابعة إلي الأسرة الخامسة علي النحو الذي أشارت إليه بردية وستكار كان ذلك ضربة جديدة لقدسية الملك ، لأن تقرير ولادة الملوك بواسطة اتصال الآلة رع بزوجة أحد كهنة الشمس، هذا التقرير معناه – بأسلوب ضمني – أن طبيعة الملوك الإلهية ليست شيئا تلقائيا ينتقل في الدم ولكنه لابد أن يتحقق بالفعل ولو من خلال أسطورة، وفضلا من هذا فان النتيجة النهائية لما جاء في بردية وستكار التي وضعها كهنة الشمس هي أن الملوك ارتفعوا غلي العرش من خلال معاونة الكهنة وتأييدهم.
ولدينا – في الفترة التالية من الدولة القديمة – عدد من الظواهر نستدل منها علي أن الملكية الإلهية أخذت تنزل من سمائها ولمتعد فكرة الوهية الملك مطلقة كما كانت من قبل، فالنبلاء وكبار الموظفين أخذوا يبنون مقابرهم في أقاليمهم واثقين أن لديهم الفرص ليحيوا حياة أبدية اعتمادا علي أنفسهم وليس عن طريق ارتباطهم بالملك.
كذلك فان الامتيازات التي تزايدت بوجه خاص في الفترة الأخيرة من الدولة القديمة والتي تعفي المعابد من بعض الالتزامات ، يمكن تفسيرها بأنها محاولة من جانب الملك ليشتري بها لنفسه تأييد المعابد الهامة أو بعض المناطق.
عندما آلت الدولة القديمة إلي نهايتها الدرامية في إعقاب الأسرة السادسة، كان ذلك تحطيما عنيفا لقداسة الملوك واعتداء سافرا علي مكانتهم الإلهية فلم تعد الدولة برعاياها وثرواتها – ملكا خاصا لهم أعطتهم الآلهة إياه، ولكنهم تواضعوا أو اضطروا إلي التواضع، وكما يقول الملك خيتي لولده مرى كارع "إلا فارع الناس واعلم أنهم رعايا الله ... من أجلهم يشرق في السماء من أجلهم خلق النبات والأنعام والطير والأسماك.. هو الذي خلق الحاكم من اجلهم ليرعاهم ويحمي الضعفاء منهم".
ولم يعد الملك ألها فوق القصور وخطأ ولكنه يخطئ كسائر البشر، بل ويجد الشجاعة ليغترف بخطئه كما فعل خيتي الأول الذي اعترف بأنه أخطأ واستحق عقاب الآلهة، وكما يقول لولده: "أن ما فعلته هو الذي جوزيت به".
ولم يعد الملك وحده هو الذي يصبح أوزير في العالم الأخر ولكن كل متوفي أصبح من حقه أن يحمل أسم أوزير . وكما يقول أحمد بدوي فان انتشار تلك العقيدة كان بالتأكيد نتيجة لانحلال سلطان الملك ونفوذه السياسي والأدبي.
ومع أن ملوك الدولة الوسطى استطاعوا فرض سيطرتهم علي البلاد بل الامتداد بنفوذهم نحو الجنوب، إلا أنهم لم يتمتعوا بنفس درجة التأليه التي متع بها أسلافهم في الدولة القديمة.
فلم تعد أرض مصر ملكا للتاج، وإنما كان لأمراء الأقاليم ضياع يتوارثونها، وكانوا يحتفظون بنفوذهم وسلطانهم غلي الحد الذي كان يكتب فيه تاريخ حكم الملك جنبا إلي جنب مع تاريخ حكم الحاكم المحلي للإقليم ولم يستطع ملوك الدولة الوسطى القضاء علي آخر نفوذ الإقطاع إلا في عهد سنوسرت الثالث.
تولى أمنحتب الثالث العرش وحسن هذه الظروف احتمال نبوته لأم ميتانية الأصل تزوجها أبوه تحتمس الرابع ليزكي صلاته بدولة ميتان .وعندما خشي أمنحوتب أن تعيبه أجنبية أمه أدعى هو وأنصاره أن آمون أنجبه منها بنفس
مقدمه تاريخية عن :-
مدينة طيبه الأقصر حالياً
يزخر صعيد مصر بالعديد من المواقع الأثرية التى تمتد على جانبى وادى النيل وكذلك فى صحراوته ومن أهم هذه الماوقع الأثريه مدينة طيبه الأقصر الحالية والتى تعد واحدة من أغنى مواقع الآثار فى مصر .
موقع مدينة الأقصر :-
تقع مدينة الأقصر على بعد حوالى 670 كيلومتر جنوب القاهرة وهى إحدى مدن محافظة قنا . ويقسم مدينة الأقصر إلى قسمين رئيسيين شرق الأقصر وغربها ويعرف الجانب الغربى بالقربة ( 2 )
نبذة عن مدينة الأقصر :-
يرجع تاريخ مدينة الأقصر إلى أوائل عصر الدولة القديمة فى الفترة من ( 2686 إلى 2181 ) قبل الميلاد وربما إلى ما قبل ذلك .( 3 )
- فتضم مدينة الأقصر من معابد الآلهة وكذلك المعابد الجنائزية والمقابر الكثيرة ، فمثلا من معابد الآلهة يوجد فى قسمها الشرقى معبد الأقصر ومعابد الكرنك . أما فى قسمها الغربى فقد بنيت المعابد الجنائزيه والتى يوجد منها الكثير فمثلاً نجد معبد الملكه حتشبسوت الشهير بالدير البحرى ومعبد أمنحتب الثالث والذى تهدم ولم تبق منه سوى ( تمثالين لأمنحتب الثالث ) والمعروفان بتمثالى ممنون ومعبد ( سيتى الأول ) و ( معبد الرامسيون ) وهو المعبد ه أو من روحه بعد أن أصطفاها وارتضاها لذاته .وصوروا هذا الادعاء في لوحات فنية كبيرة بمعبد الأقصر ونقشوها بمناظر ومراحل تشبه مراحل قصة ميلاد حتشبسوت.
- معبد الأقصر: بدأ الملك أمنحوتب الثالث من الأسرة ال18 في بنائه مكان معبد قديم وكرس لثالوث طيبة المقدس (آمون وزوجته موت وابنهما نونسو). وكان يتألف ما بناه هذا الملك من صفين من الأساطين الضخمة يؤدي الطريق بينهما إلي فناء تحيط به أيضا أساطين من 3 جوانب، ومن وراء الفناء نرى بهو الأعمدة تم بنيت بعد ذلك أبهاء صغيرة من ورائها مقصورة آمون علي جانبيها مقصورتان لموت ونون. لمعات في تاريخ العمارة المصرية.
مساحة المعبد
يبلغ طول معبد الأقصر الآن بعد إضافات رمسيس الثان 9ر255 م، وقد كان فى عهد الملك أمنحتب الثالث بلغ 190 م تقريبا ، ويبلغ عرض معبد الأقصر الآن 4ر 54 م .( 3 )
تطور المعبد
عندما أراد المصري القديم التقرب إلي ألهته شيد لها أماكن خاصة لها وذلك ليقيم فيها القرابين ويحتفلوا فيها بالأعياد المختلفة فانتشرت المعابد في أنحاء مصر ولما كان ينظر للملك المصري القديم علي انه صورة الإله علي الأرض وهو الوسيط بين الآلهة والبشر بل ووصل في بعض الأحيان إلا أنه معبود 0لذلك نجد الملوك يستغلون سطوح المعابد كذلك لتسجيل ما قاموا به من أعمالهم التي بوركت من قبيل الآلهة وكذلك كانوا يحتفلون فيها بأعيادهم المختلفة مثل عيد سعيد ( العيد اليوبيلي ) لقد أطلق المصري القديم علي بيت الإله اسم [[حوت - نثر ]] .
بمعني بيت الإله أو المعبد . ( 1 )
وإذا ماتتبعنا تطور فكرة المعبد منذ أقدم العصور ،نجد أنه كما قلنا من قبل كانت البنايات الأولي من مواد هشة ضعيفة ،لذا نجد أن هذا انطبق كذلك علي المعابد فقد شيدت من مواد سهلة التلف كالأخشاب والنباتات ,ولذلك لا نجد لها أثرا يذكر ,فقد أندثرت ولكن نعرف بدايات المعابد من خلال نقوش البطاقات الخشبية والعاجية وكذلك الأختام 0كذلك تطورت المعابد في عهدا لدولتين القديمة والوسطي وسوف أشير هنا إلى تطور المعابد فى عهد الدولة الحديثة بالحديث عن معبد الأقصر أحد أشهر معابد الدولة الحديثة .(1 )
نبذة عن :الملك أمنحوتب الثالث :
(ساد القلق في البلاط الملكي بعد وفاة تحتمس الرابع ،لان ولده الذي أنجبه من زواجه الشرعي ،لم يتعد على الإطلاق الاثنى عشر عاما ،وصعود شاب صغير جدا على العرش سوف يؤدى إلى خلق الكثير من المتاعب والصعاب وتوفيت الأخت الوحيدة لأمنحوتب منذ فترة وجيزة ولم يكن هناك أميرة ملكية وريثة للعرش ويمكن أن يتزوج الأمير الصغير منها لكي يؤكد حقه في الصعود على العرش طبقا للعرف المصري .
وكان لابد من قبول الأوضاع كما هي وتوج الأمير تحت اسم (نب-ماعت-رع) .(2 )
أمنحوتب الثالث: (3 )
يعتبر أمنحتب الثالث والد أمنحتب الرابع ويمثل المرحلة السابقة لحكمه بمظاهرها السياسية والفنية والدينية وسوف نشير إلى عائلته التي تتضمن الملكة الشهيرة تى. وهى زوجته الرئيسيةأمنحوتب الثالث هو تاسع ملوك الأسرة الثامنة عشر
أمنحتب الثالث :
وكثيرا ما خرج في رحلات للصيد فى بداية عهده ثم لزم الهدوء في قصره ،وتزوج من فتاة تسمى تى .( 4 )
وقد تزوج الملك أمنحوتب الثالث فى السنة الثانية من حكمه من تى وهى سيدة من عامة الشعب وليست المكية وكان لها أثرها الكبير فى تاريخ الإمبراطورية سواء فى حياة زوجها أو فى حياة إبنها أخناتون .( 5 )
وكان أبوها أي أبوالملكة تى من الطبقة العليا وسمى يويا أو تويا والتى كان يجرى فى عروقها الدم الملكى بلا شك حيث كان يشار إليها فيما بعد . وتزوجها فى السنة الثانية من حكمه ،وسجل احتفالات الزواج على جعارين كبيرة الحجم، وقد تمتع والد تى بتكرم الملك وما زالت أثارهما التى كشفت عنها فى جبانة طيبة تدل على مقدار ثرائهما وما تمتعا به من عطف الملك .( 1 )
قصة توليه العرش
وقد أدعى أمنحوتب الثالث أنه أبن المعبود أمون وقد سجل هذه الأسطورة على جدران حجرة الولادة بمعبد الأقصر فنرى هناك صورة المعبود أمون رع قد تجسد في شخصيته تحتمس الرابع والذى يجتمع مع زوجته الملكة [موت ـأم ـأويا ] لإنجاب ولى العهدالأمير [أمنحوتب الثالث ] وتزوج من [ تى ] في العام الثاني من حكمه ولم تكن [ تى ] من السلالة الملكية ولعبت دورا كبيرا فى تاريخ الإمبراطورية سواء فى حياة زوجها أو إبنها إخناتون .( 2 )
ولقد كانت (تى ) امرأة قوية الشخصية مثلما كانت حتشبسوت وظل أمنحوتب الثالث قريبا منها طيلة حياته ،وكثيرا ما كانت تبدو إلى جانبه فى التماثيل والنقوش .. وقد بالغ فى تكريم الملكة (تى) فأمر بأن تحفر لها بحيرة فى المنطقة المنخفضة فى.بركة مدينة هابو ) والتى تقع إلى الجنوب من المعبد الكبير،وقد أنجبت العديد من البنات ،وفى العام (24 )من حكمه. (أنجبت له إبن أطلق عليه أسم (أمنحوتب ) وقد أرسل العديد من الملوك والأمراء الأجانب بناتهم إلى مصر لكى يصبحن زوجات ثانويات للملك .( 3 )
اصل بناء المعبد
ويحتمل أن النواة الأولى لهذا المعبد قد وضعت فى عصر الدولة الوسطى على أننا لا نعرف بالتأ كيد أين كانت هذه النواة فقد تهدمت ولم يبق منها شئ ولا شك أن أمنحوتب الثالث قد فضل إقامة هذا المعبد فى المكان القديم الذى كان فيه المعبد القديم أو المقصورة المقدسة التى شيدت فى عصر الدولة الوسطى وأغلب الظن الأسرة الثانية عشر . ( 1 )
يمتد معبد الأقصر خلف منشآت أمنحوتب الثالث إلى واجهة صرح رمسيس الثانى لمسافة 840 قدما بمحاذاة النهر وبالقرب منه وعندما أقام رمسيس الثانى فناءه مال بمحوره ليقابل طريق المواكب إلى الكرنك .( 2 )
ويرجع الإسم العربى لمعبد الأقصر إلى معسكرات القوات الرومانية والتى عسكرت فيه فى عهد الأمبراطورية وقد حفظ لنا المعبد شأنه شأن العديد من المواقع المصرية نظرا لتراكم طبقات المدينة فوقه ويشهد على ذلك مسجد " أبى الحجاج " وقد أكتشف المعبد أثناء تنفيذ مشروع الصرف وقد تم تنظيفه بعد عام 1833 م وقد بدأ أمنحوتب الثالث تشييد المعبد مستخدما بعض العناصر المعمارية ومنها ما يرجع لعصر الأسرة الثالثة عشر .( 3 )
لماذا بني هذا المعبد؟
وقد كان أمنحوتب الثالث قد أمر بأقامة هذا المعبد لثالوث طيبةأن يؤكد نسبه للمعبود أمون نفسه إذا أن أحقيته للعرش لم تكن واضحة طبقا للتقاليد المصرية والتى تنص بأن الفرعون يجب أن يكون أبن فرعون وأميرة من سلالة ملكية نقية أما إذا كان سلالته غير نقية فيكتسب أحقيته للعرش بالزواج من الأبنة الكبرى للملك .ولم ينطبق أحد الشرطين على أمنحوتب الثالث فأمه هى "موت ـ أم - أويا " لم تكن مصرية بل كانت سيدة ميتانية بنت " أرتاتاما"ملك دولة ميتانى . ( 1 )
ثالوث المعبد
خصص هذا المعبد إذن للإله أمون ولصوره من صورة وهى التى يطلق عليها " أمون رع ـ كا ـ موت ـ أف " أى " أمون ـ رع ثور أمه " وهى الصورة التى تظهر أمون رع كإله للخصب ولدورة الحياة . وكان الإله أمون يقوم بزيارة زوجته الإلهة موت مرة كل عام فينتقل من معبده فى الكرنك إلى معبدالأقصر . والإله أمون كان يعتبر بمثابة الأب فى هذا الثالوث . ( 1 )
الاله امون
يمثل الاب في الثالوث فهو لم يكن وليد الدوله الحديثه بل الها منذ قديم الازل ويتضح ذلك من خلال قطعه اوستراكا وجدت في سقاره تؤرخ للاسره الثانيه كتب عليها نص في وسطه زكر اسم الاله امون (كاشوتي) لانه كان يظهر بالتاج الشوني
كما كانت يظهر ايضا في متن من متون الاهرام ليعود للدوله القديمه ليحمل رقم(446)كان وضعه في ثامون الاشمونيينوقد صور امون في اكثر من شكل مثل (الكبش-الاوزه-الجعران-الهيئه الادميه بالتاج ذو الريشتين)
وفي الدوله الحديثه ازدادت عبادته في توهجهاوارتبط بعد ذلك مع رع ولكن لارتباطه بسياسه الدوله فقد ادي ذلك الي افول نجمه بعد ازدياد التنافس بين الكهنه والملوك .
الاله خونسو:
إسمه يعنى الهائم على وجهة وقد أشتق هذا الأسم خونسو من فعل خنس الذى يعنى العبور وذلك لأن خونسو الإله للقمر وكان يعتبر السماء ولقد كان الإله خونسـو هوإله من الآلهه فى السماء وكان له أشكالا يظهر عليها مثل رجل يرتدى فوق رأسه قرص القمر محاطا بهلال .كما كان يمثل على هيئة قرص جانبيه .( 2 )
الالهة موت:
هى زوجة الإله أمون وأم الإله خونسو ويشير أسمه إلى ذلك الذى يعنى الأمر وكانت بمثابة الأم فى هذا الثالوث .
الاضافات في المعبد :
1-الملك تحتمس الثالث:
عندما أقام تحتمس الثالث معبده المكون من ثلاث مقاصير للآلهة الثلاث أمون وموت وخونسو أختار المكان الذى شغله .فيما بعد الفناء الذى أقامه رمسيس الثانى خاف الصرح العظيم الذى شيده وهذا يدل على أن المكان المقدس فى الأيام الأولى كان فى هذا الموقع وليس إلى الجنوب منه . وصف الأعمدة التى يمثل كل منها حذمة سيقان البردى والتى أقامها تحتمس الثالث من الجرانيت الوردى أمام المقاصير ليسمح لنا لعقد مقارنة بين الفن المعمارى فى مصر وفى أوج عظمته وفى إنحطاطه , فدقة تحتمس وإتقانها بما فى أعمدة رمسيس الثاني من خشـونة قبيحة بحيث لا يمكن أن يتصور إنسان أى كلتا المجموعتين من الأعمــدة تمثل شكلا طبيعيا . ( 1 )
تقسيم المعبد
شيد هذا المعبد الملك أمنحتب الثالث عام 1450 ق.م وقد خصص لثالوث مدينة طيبة وأضيفت إليه أجزاء في عهد رمسيس الثاني , وينقسم إلى قسمين هما :-
1) قسم خصص ( لأمينوفيس ) أو (أمنحوتب الثالث) متصل بأعمدة يبلغ إرتفاعها (17م).
2) قسم مخصص (لرمسيس الثاني) والذي يحتوى على (تمثال عظيم للملك بالوضع الجالس). ( 1 )
وقد أختار الملك أمنحوتب الثالث هذا الموقع الفريد وقد شرع في بناء هذا المعبد على أنقاض معبد قديم وكرسه لعبادة المعبود آمون في صورة المعبود (مين) معبود الخصب , وتقول النصوص المصرية القديمة أن (أمنحوتب الثالث) قد بناء هذا المعبد على أرض مكسوة بالفضة ووضعه على ( فراش من بخور) وكان الملك المحارب العظيم. وقد كان الملك (تحوتمس الثالث ) قد قام بتوسيع وترميم المعبد القديم وإضافة بعض المنشآت له .( 2 )
وقد أتم أمنحوتب الثالث المعبد ولكن زخرفته ونقوشه لم تكن قد تمت حيث إرتقى العرش إبنه (أمنحوتب الرابع ) إخناتون و الذي قد عمد إلى (تشوية نقوشه ومحو إسم المعبود آمون ) كما هو معروف عنه حيث بني بجوار معبد أبيه معبد للمعبود آتون الذى كان هذا الفرعون ينشره لعبادته دون غيره .( 3 )
وصف المعبد :
1- طريق أبو الهول:
يؤد ي إلي المعبد طريق مرصوف ببلاطات من الحجر يحف به من الجانبين تماثيل علي هيئة أبو الهول تمثل الملك نختنبو الأول - أحد ملوك الأسرة الثلاثين – الذي انشأ هذا الطريق في عهده. وكان هذا الطريق يوصل إلي معبد الإله خنسو الواقع جنوب معابد الكرنك.
وقد حل هذا الطريق محل طريق الكباش الذي كان يرجع إلي عهد الملك أمنحتب الثالث، بدليل وجود بعض التماثيل التي تحمل أسم أمنحتب الثالث عند البوابة الجنوبية لمعبد خنسو.
وقد نحت تمثال أب الهول من كتلة واحدة من الحجر الرملي تجسد أسد له رأس الملك نختنبو ،وقد وضع التمثال علي قاعدة مستطيلة أبعادها 120 × 330 سم وقد تم الكشف حتى الآن عن 34 تمثالا لأبو الهول علي كل جانب . ولا يزال الطريق ممتدا حتى معبد خنسو ، جنوب معابد الكرنك، ولعل الهدف من طريق أبو الهول هو تحديد مسار الموكب،سواء الملكي أم الإلهي وإبراز محوره.
2-المسلتان:
كان يتقدم صرح الملك رمسيس الثاني مسلتين من حجر الجرانيت الوردي، تزين الغربية منهما الآن ميدان الكونكورد Place de la Concorde في باريس منذ عام 1936 ويبلغ ارتفاعها 22.84 مترا وارتفاع قاعدتها 2.44 مترا وتزن 220 طنا.
أما المسلة الشرقية، وهي القائمة الآن أمام البرج الشمالي (بالنسبة للداخل) فيبلغ ارتفاعها 22.52 مترا وارتفاع قاعدتها 2.51 مترا ويبلغ وزنها 257 طنا، وتتميز بمجموعة القردة البارزة (أربعة قرود) التي تهلل للشمس عند شروقها والمنحوتة علي قاعدتها.
وقد سجل علي هاتين المسلتين بالنقوش الهيروغليفية اسم الملك رمسيس الثاني وألقابه، كما مثل علي قمتها وهو يقدم القربان إلي الآلة آمون. ولعل السبب من وجود المسلة أمام صرح المعبد ربما – بجانب كونها رمز من رموز الشمس – لتعلن من بعيد عن مكان المعبد وخاصة أن هذه المسلات ذات قمم مدببة وكانت مغطاة – أغلب الظن – بطبقة نحاسية مذهبة حتى تظل براقة ساطعة.( )
قصة نقل المسلة
ترجع قصة نقل المسلة الأخرى إلى أنه عندما جاء ( نابليون بونابرت ) إلى مصر كان يحلم أنه يحمل معه مسلة إلى فرنسا , ولكنه مات قبل ما يحقق حلمه وعندما جاء فرانسو شامبليون إلى مصر وتقابل مع محمد علي باشا وطلب منه أن يعطيه مسلة ولكن محمد علي رفض ولم يعطيه مسلة بل أمر بإعطائه ثلاث مسلات وكان المسئول عن نقل المسلات هو جان لويا . وبالفعل تم بناء مركب مخصص طولها ( 40 م ) وعرضها ( 9 م ) وصنعت بمدينة طولون بفرنسا وسميت الأقصر . وبدأ العمل في نقل المسلة وتم نقلها في خلال أربع سنوات ودخلت فرنسا عن طريق ميناء الهافر وزينت المسلة ميدان الكونكورد . وكانت تكاليف نقل المسلة ( مليون و 300 ألف فرانك فرنسي ) . وكذلك كادت المسلة أن تكسر عندما تم قطعها في معبد الأقصر .( 2 )
3-صرح رمسيس الثاني
نرى أمام كل معبد مصري صرح يتألف من برجين ضخمين من الحجر متماثلي الشكل بينهما الباب الموصل إلى الأفنية المكشوفة وإلى الأبعاد المسقوفة ذات الأعمدة , ويشمخ هذا الصرح عالياً إلى ارتفاع شاهق أعلى من الحجرات الداخلية بكثير ويحجبها تماماً وتزين الواجهة بأعلام ترفرف في قمة ساريات خشبية مثبتة في مشكاوات بالجدران . والصرح أجوف وغالباً ما يكون بداخله سلالم توصل إلى قمته . وبأضخم هذه الصروح حجرات في عدة طوابق , لا نعرف الغرض منها حتى الآن . (1)
ويمثل البرجين المحيطان بجانبي الباب قبلي الأفق اللذين تشرق الشمس من بينهما ولا شك في أن هذه الفكرة توحي باستخدام القنطرة التي فوق الباب والمتصلة بالبرجين , وهي كالشرفة يقف فبها الملك في المناسبات الحكومية .
وفي العادة كان للمعبد صرح واحد في وجهته الأمامية يبدوا أن معابد طيبة كانت ذات صرحين أو أكثر أمام كل منها أبنية إضافية علاوة على المعبد الأصلي (لمعبد الكرنك عشرة صروح ) . (2)
وصف الصرح :-
هو عبارة عن بوابة ضخمة يتوسطها مدخل المعبد , ويبلغ عرض هذا الصرح ( 65 م ) ويبلغ ارتفاعه ( 24 م ) .( 3 )
المناظر التي على الصرح :-
في واجهة الصرح :- نصف النقوش الغائرة على واجهة الصرح المعارك الحربية التي بها قام الملك رمسيس الثاني ضد
الحيثيين في العام الخامس من حكمة وهي مهشمة إلى حد كبير .( 1 )
نرى الملك رمسيس الثاني ومعه مستشاريه العسكريين المنظر المنقوش في أقصى الشمال , وفي الوسط نرى الموقع أو المعسكر الذي هزم فيه أعدائه الحيثيين .
أقصـى اليمين :-
نرى الملك في عربته الحـربية وسط المعركة . ( 2 )
الجناح الشرقي :
تمثل هذه المناظر الملك رمسيس الثاني في عربته الحربية يرمي الأعداء الحيثيين بوابل من السهام , والأرض مغطاة بالقتلى والجرحى , أما الأحياء فيهربون مذعورين ويتركون قادش .
وفي أقصى الشمال :- منظر لأمير قادش خائفاً في عربته ووصف كامل لهذه المعركة كتب بالغة المصرية القديمة بأسلوب شعري .( 3 )
ويوجد على واجهة الصرح أيضاً أربع فجوات عمودية فجوتان في كل جناح , وقد خصصت لكي توضع فيها ساريات الأعلام , كما يوجد أيضاً في أعلى الصرح أربع فتحات خصصت لكي تثبت فيها هذه الساريات .(1 )
وهناك تمثالان كبيران على جانبي المدخل يمثلان الملك رمسيس الثاني وهو جالس على عرشه , وقد نقش على جانبي العرش منظراً يمثل اتحاد القطرين وعلى جانب كرسي العرش تمثال صغير للملكة نفرتاري على الجانب الأيسر للتمثال الشرقي , وتمثال الأميرة على الجانب الأيمن للتمثال الغربي , وحول قاعدتي التمثالين نقشت صور الأسرى وأسمائهم على صدورهم . ( 2 )
ونشاهد على جانبي المدخل من الخارج مناظر تمثل الملك رمسيس الثاني في علاقاته المختلفة مع الآلهة والإلهان نذكر منهم ثالوث طيبة المقدس بالإضافة إلى الآلهة آمونيتا .
أما على كتفي المدخل من الداخل فهناك إضافات ترجع لعصر الأسرة ( الخامسة والعشرين ) تمثل الملك شاباً في علاقاته المختلفة مع كل من ( آمون و آمونيت ومنتو وصحور ) . أما خلف الجناح الأيسر للصرح الشرقي فهناك مناظر جميلة مختلفة ومتعـددة للملك رمسيس الثاني وزوجته في حضرة الآلهة (3)

4-الفناء الاول
نرى على العتب الخارجي للباب منظر مزدوج يمثل الملك على اليسار واقفاً أمام إله كشط وجه , وكذلك نراه يجري ممسكاً بأواني الحسي تجاه الإله آمون الجالس على عرشه يرتدي التاج ذو الريشتين الطويلتين وقد أمسك في يديه اليمنى البعيدة عن الناظر عصا الواس الطويلة وفي يديه اليسرى القريبة والمرتكزة على ركبتيه علامة الحياة وخلفه وقفت الإلهة ( موت ) وعلى النصف الأيمن للعتب صور الملك يجري أيضاً تجاه الإلـه آمون الجالس على عرشه في الهيئة السابقة وقد أمسـك الملك في يديه علامة H p وخلف آمون أيضاً صورة الإلهة( موت ) واقفة. ( 1 )
ونصل من مدخل الصرح إلى الفناء الفسيح , وطوله ( 57 ) وبلغ عرضه ( 51 م ) وهو الذي أقامه رمسيس الثاني ولا يقع محور هذا الفناء على امتداد محور المعبد و إنما ينحرف نحو الشرق .
وسبب انحراف المعبد نحو الشرق هو :
ربما لكي يتفادى المقاصير التي شيدتها من قبل حتشبسوت والملك تحتمس الثالث في المكان الحالي ويحيط بالفناء الصفات والتي يرتكز سقف كل منها على صفين من الأساطين عدا المبنى الذي شيدته حتشبسوت وتحتمس الثالث والذي يقع على يمين الداخل مباشرة . ( 1 )

-الاساطين
وقد شكلت هذه الأساطين ( 74 اسطوانا ) على هيئة نبات البردي وتنتهي وقد شكلت هذه الأساطين ( 74 اسطوانا ) على هيئة نبات البردي بتيجان على شكل براعم البردي , وتصور تدهور الفن المعماري في الأسرة التاسعة عشرة , وقد فقدت أساطين رمسيس الثاني كل الشبه بالشكل الأصلي والمفروض أنها تمثله وخاصة إذا ما قورنت بينها وبين أساطين أمنحتب الثالث في نفس المعبد .( 2 )
وأقام المسيحيون الكنائس بداخلها وتبعهم المسلمون بإقامة جامع الحجاج الذي لا يزال يوجد في الفناء الخارجي لرمسيس الثاني , وقد أعيد بنائه . وتقوم بين الأساطين الأمامية في النصف الجنوبي لهذا الفناء المفتوح تماثيل تمثل الملك رمسيس الثاني , فمنها ما يمثله واقفاً وتبلغ ( 11 تمثالاً ) ومنها ما يمثله جالساً ويبلغ عددها ( تمثالان ) حين نرى على جانبي المدخل الموصل إلى الممر العظيم والذي أقامه أمنحتب الثالث تمثالين ضخمين يمثلان رمسيس الثاني جالساً على العرش . ( 3 )
كذلك يميز تماثيل الملك رمسيس الثاني بعضها , سواء ما يمثله جالساً أو واقفاً وجود الملكة ( نفرتاري) بحجم صغير , منقوشة أو منحوتة كتمثال بالقرب من التمثال . ( 1 )
وقد زينت هذه التماثيل بمناظر تمثل ( معبودي النيل ) وهما يؤكدان الوحدة بين الوجهين وذلك بربط ( نبات البــــردي رمز الشمال ) ,
( ونبات اللوتس رمز الجنوب ) وتتميز تماثيل رمسيس الثاني الواقعة في الجهة الشرقية من الفناء بالجمال والروعة . أما المقامة في الجهة الغربية فقد تهشم أغلبها , وقد أطلق على هذا الفناء إسم وهو ( معبد رعمسسو المتحد مع الأبدية).( 2 )
ويوجد تمثالان ضخمان آخران جالسان لرمسيس عند مدخل بهو الأساطين الطويل . ولكن من التمثال الأيسر الضخم أمام الصرح , والتمثال الأيمن في الفناء إ سم محدد , فالأول :- منها ما يطلق عليه ( حاكم الأرضين ) والثاني ( رع شمس الحكام ) .( 3 )
تزين جدران الفناء الفسيح مناظر مختلفة تمثل القدماء المقدسة بجانب مناظر تمثل الشعوب الأجنبية المهزومة ومن أهم المناظر التي يجب مشاهدتها في الفناء الموجود على الجدار الجنوبي الغربي والمنظر هنا يمثل واجهة معبد الأقصـــر كاملة أي الصرح بتماثيله
( الستة وأعلامه والمسلتين ) وعلى يمين الناظر نرى موكب يتقدمه ( الأمراء من أبناء رمسيس الثاني ) يتعهد ( الأضاحي الستة المزينة من الماشية ) التي سوف يضحي بها – وأغلب الظن كقربان . ( 1 )
5-مقاصير تحتمس الثالث وحتشبسوت
وفي الركن الشمالي الغربي من فناء رمسيس الثاني توجد المقاصير الثلاث والتي شيدها كل من حتشبسوت و تحتمس الثالث , وإن كان البعض يرى أن رمسيس الثاني هو الذي سجل اسمه عليها وهو الذي أقامها بحجارة إغتصبها من مقاصير حتشبسوت و تحتمس الثالث ، ويتقدم هذه المقاصير أربعة أساطين رشيقة على شكل حزمة سيقان البردي من الجـرانيت الأحمر وتعد من أجمل الأساطين وتدل على جمال الذوق ودقـة الفـن وارتفاع مستواه في هذا العصر . ( 2 )
وتيجان هذه الأساطين تمثل سيقان البردي وقد شد بعضها إلى بعض ويلاحظ وجود الرباط ذو اللفات الخمس أسفل التيجان ، ويمكن أن نطلق اصطلاحاً عليها بتيجان البردي المبرعم تمييزاً لها عن تيجان البردي المتفتحة .( 1 )
وقد خصصت المقصورة الوسطى للزروق المقدس للمعبود ( آمون رع ) والغربية للزروق المقدس لزوجته المعبودة ( موت )، والشرقية للزروق المقدس للابن المعبود ( خنسو) معبود القمر .( 2)
وتميزت كل مقصورة من المقاصير الثلاثة بمناظر مثل إطلاق البخور والتطهير وتقدمه الزهور والقربان إلى المركب المقدس الخاص بالإله ( أو الإلهة ) صاحب المقصورة هذا بالإضافة إلى المناظر الدينية المختلفة . ( 3 )
وقد اختار تحتمس الثالث المكان الذي شغله فيما بعد الفناء الذي أقامه رمسيس الثاني خلف الصرح العظيم الذي شيده ، وهذا يدل على أن المكان المقدس في الأيام الأولي كان في هذا الموقع وليس إلى الجنوب منه .( 4 )
6-فناء الاربعة عشر اسطون:
يلي الفناء الذي يخص رمسيس الثاني بقايا الصرح الذي كان يمثل مدخل المعبد في عهد أمنحوتب الثالث ، وبعد ذلك نصل إلى الممر الفخم والذي يتكون من صفين من الأساطين البردية العظيمة يغطيه في كل صف سبعة أساطين تنتهي بتيجان على هيئة زهرة البردي المتفتحة ، ويصل ارتفاع الأسطون إلى ( 16 م ) ولا تزال هناك بعض الكتل الضخمة التي كانت تحمل سقف هذا الممر .( 1 )
ويعتقد( فرانسـو دوما) أن هذه الصالة قام بتشـييدها( توت عنخ آمون ) ثم أغتصبها ( حور محب) لنفسه بعد ذلك إلا أن الرأي السائد حول هذا الفناء أنه قد أقامها الملك أمنحوتب الثالث وبعد موته استأنف( توت عنخ آمون ) العمل فيها بعد أن أوقفت ثورة إخناتون ( امنحوتب الرابع ) الدينية الاستمرار في إقامتها ثم أضاف إليها ( حور محب ) حتى وصلت إلى هذه الصورة التي عليها الآن .( 2 )
وقد سجلت على جدران هذا الممر إحتفالات ( عيد الأوبت ) والذي سيتم شرحه بالتفصيل لاحقاً ، والتي يرجع أغلب الظن إلى عهد توت عنخ آمون وهي تصور الإحتفالات السنوية التي تقام في النيل عندما يزور ( آمون رع ) إله الكرنك معبد الأقصر وكان الموكب يتكون من ( مراكب الثالوث المقدس ومركب آمون الضخمة ) التي يميز مقدمتها ومؤخرتها رأسي الكبش الممثل للإله ( آمون ) أما مركب ( موت ) تزينها رأس سيدة فوق كل منها زينة للرأس على هيئة نسر ولعل السبب في هذا أن كلمة موت في اللغة المصرية القديمة بمعنى النسر والمركب الثالث هو مركب الابن خنسو برأس الصقر وكان يصاحب هذه المراكب الكهنة والراقصات والموسيقى والجنود وحملة الأعلام وفئات الشعب المختلفة .( 1 )
7- فناء امنحتب الثالث:
يلي الفناء الذي يخص رمسيس الثاني بقايا الصرح الذي كان يمثل مدخل المعبد في عهد أمنحوتب الثالث ، وبعد ذلك نصل إلى الممر الفخم والذي يتكون من صفين من الأساطين البردية العظيمة يغطيه في كل صف سبعة أساطين تنتهي بتيجان على هيئة زهرة البردي المتفتحة ، ويصل ارتفاع الأسطون إلى ( 16 م ) ولا تزال هناك بعض الكتل الضخمة التي كانت تحمل سقف هذا الممر .( 1 )
ويعتقد( فرانسـو دوما) أن هذه الصالة قام بتشـييدها( توت عنخ آمون ) ثم أغتصبها ( حور محب) لنفسه بعد ذلك إلا أن الرأي السائد حول هذا الفناء أنه قد أقامها الملك أمنحوتب الثالث وبعد موته استأنف( توت عنخ آمون ) العمل فيها بعد أن أوقفت ثورة إخناتون ( امنحوتب الرابع ) الدينية الاستمرار في إقامتها ثم أضاف إليها ( حور محب ) حتى وصلت إلى هذه الصورة التي عليها الآن .( 2 )
وقد سجلت على جدران هذا الممر إحتفالات ( عيد الأوبت ) والذي سيتم شرحه بالتفصيل لاحقاً ، والتي يرجع أغلب الظن إلى عهد توت عنخ آمون وهي تصور الإحتفالات السنوية التي تقام في النيل عندما يزور ( آمون رع ) إله الكرنك معبد الأقصر وكان الموكب يتكون من ( مراكب الثالوث المقدس ومركب آمون الضخمة ) التي يميز مقدمتها ومؤخرتها رأسي الكبش الممثل للإله ( آمون ) أما مركب ( موت ) تزينها رأس سيدة فوق كل منها زينة للرأس على هيئة نسر ولعل السبب في هذا أن كلمة موت في اللغة المصرية القديمة بمعنى النسر والمركب الثالث هو مركب الابن خنسو برأس الصقر وكان يصاحب هذه المراكب الكهنة والراقصات والموسيقى والجنود وحملة الأعلام وفئات الشعب المختلفة .( 1 )
8- الخبيئة:
لقد كانت هيئه الآثار المصرية فى ( شهر فبراير 1989 م ) تقوم بعمل إختبارات من أجل تقوية الأرض التى فى فناء الملك أمنحوتب الثالث بعد أن لاحظت الميل لبعض الأساطين ، وفى اليوم التاسع من فبراير من نفس العام تم العثور على قاعدة لتمثالين على عمق لا يزيد عن ( 50 سم ) من الناحية الغربية من فناء الملك أمنحوتب الثالث مما دعى إلى قيام حفائر إستمرت حتى ( 29 مارس 1989 م ) وقد كان من نتائجها مجموعة من التماثيل المهمة للعديد من الملوك والآلهة المعروفة الآن فى متحف الأقصر والمصنوعة من أحجار مختلفة مثل ( الديوريت ) ، والكوارتزيت ، والمرمر ، والجرانيت ) ومن أهم التماثيل التى وجدت :
1- الإله آتوم والملك حورمحب
2- الملك أمنحوتب الثالث
3- الإلهة حتحــور
4- تمثال من المرمر
5- الإلهة آيونيت
6- الإله كاموت أف .( 1 )
أهم التماثيل التى وجدت فى خبيئة معبد الأقصر : -
( 1 ) تمثال الإله آتوم والملك حورمحب :
تجمع هذا التمثال قاعدة واحدة من الديوريت وهى مجموعة فريدة فى الفن المصرى حتى الآن ، وقد نحت الملك حورمحب المعروف بالنمس راكا مقدما ًإنائين ( نو ) للإله آتوم وقد لبس لباس الرأس المعروف بالنمس والصل المفكر والذقن الملكية المستعارة أمام الإله آتوم رب هليوبوليس – فى هيئه بشرية ومتوجاً بالتاج المزدوج والذقن الإلهية المستعارة ، جالساً على عرشة وقد أمسك علامة الحياة ( عنخ ) فى يده اليسرى الموضوعة على فخذه ، وقد زين كرسى العرش بمناظر تمثل ( إله النيل ) وهما يؤكدان أن الوحدة بين الوجهين . ( 2 )
( 2 ) تمثال الملك أمنحتب الثالث :
مصنوع من حجر الكوارتزيت بإرتفاع ( 5ر2 م ) وهو واقف على قاعدة تشبه الزحافة ويلبس التاج المزدوج والذقن الملكية المستعارة وممسكاً علامة ( سخم ) فى كل من يديه .
( 3 ) تمثال الإلهة حتحـور :
صورت بصورة إنسانية من حجر الديوريت وهى جالسة على عرشها وقد أمسكت بعلامة الحياة ( عنخ ) فى يدها اليمنى الموضوعة على فخذها ، وقد توجت بتاجها المميز الذى يمثل قرص الشمس بين ( قرنى بقرة ) والتمثال يرجع إلى عهد الملك أمنحوتب الثالث وإرتفاعه ( 170 سم ) .
( 4 ) تمثال الآلهه أيونيت :-
يمثلها جالساً فى هيئة بشرية بشعر مستعار يصل إلى الصدر وقد أمسكت بيدها اليمنى علامة الحياة ( عنخ ) موضوعة على فخذها وهى تكون مع الإلهة شتت والإلهة منتو ثالوث مدينة أرمنت المقدس
( 5 ) تمثال من المرمر :
على هيئه أبو الهول الراقد من عصر الملك توت عنخ آمون متوجاً بتاج الوجهين .
( 6 ) تمثال الإله كا موت إف :
9- قاعة الاساطين
على هيئة ثعبان الكوبرا من حجر الجرانيت الأشهب و له قاعدة مستطيلة ويرجع إلى عصر الملك طهرقا .
وقد زاد عدد التماثيل التى عثر عليها فى خبيئة معبد الأقصر عن العشرين تمثالاً بجانب بعض الأوانى من العصر المتأخر . ( 1 )
خلف فناء الإحتفالات نجد قاعة الأساطين وتشتمل على أربعة صفوف من الأساطين والتى شكلت على هيئه حزم سيقان البردى المبرعم وكل صف به ثمانية أساطين ويمكن إعتبارها قاعه لتجلى المعبود والإشراق حيث يتجلى منها تمثال المعبود عند خروجه من قدس الأقداس .
وقد نسب كل من رمسيس الرابع والسادس هذه الأعمده لنفسه بكتابة أسمائهما عليها ، متعلللين بمبررات لهذا الإعتقاد .
وقد لحق بالجدران الكثير من التلف ولكن المناظر المرسومة عليها تمثل : (منوفيس ) الثالث أمام آلهة طيبة ، بينما تذكر كتابات سيتى الأول ورمسيس الثانى أعمال الترميم التى قام بها فى هذه الصالة ، كذلك توجد مجموعة من أسماء رمسيس الثالث وفى جهة اليسار صوب الجنوب نشاهد مذبحا رومانيا كاملا يحرس للإمبراطور قسطنطين . ( 1 )
ونشاهد أيضاً على الأسفل من الجدار الشرقى والجنوبى لهذه القاعة حيث نشاهد مناظر لأقاليم مصر المختلفة يمثلها إله النيل حاملا القرابين والتقدمات ، وقد تدل هذه التقدمات على منتجات الأقاليم .
ونجد فى الجدار الجنوبى لقاعة الأساطين على يمين ويسار الداخل مدخلين صغيرين يوصلان إلى مقصورتين صغيرتين . اليمنى تمثل مقصورة المعبود (خونسو ) الغربية ، واليسرى الملاصقة للقاعة ذات ( الثمانية أساطين ) للإله موت ، تلاصقهما المقصورة للمعبود ( خونسو الشرقية ) ويعتقد ( أرنولد ) أن المقصورتين الغربية للإله خونسو والشرقية للإله موت خصصن ( للزورق المقدس ) لكل منهما .
ونجد فى منتصف الجدار الجنوبي بقاعة الأساطين درجاً بسيطا يوصل إلى قاعة كان بها ثمانية أساطين ، وقد أزيلت عندما تحولت فى العصر الرومانى إلى هيكل مسيحى فأغلق المدخل الموصل إلى قدس الأقداس وتحول إلى تجويف أقيم على كل من جانبيه عمود من الجرانيت .
وقد غطيت المناظر الجميلة الملك أمنحوتب الثالث وهو فى علاقاته المختلفة مع المعبودات ( بطبقه كثيفة من البياض ) ليرسموا عليها ( مناظر دينيه مسيحية مختلفة ) . ( 1 )
مسجد ابوالحجاج
يقع في الشمال الشرقي من فناء رمسيس الثاني وبني هذا المسجد في القرن الحادي عشر الميلادي في العهد الفاطمي والذي يقع علي ارتفاع 11متر من سطح ارض المعبد .
قاعة مائدة القرابين والتقدمات
نصل إليها من مدخل المحراب وهي صالة ذات 4 اساطين، ويعتقد ارنولد أن هذه الصالة طبقا لموقعها امام حجرة الزورق المقدس مباشرة، واما علي جدرانها من مناظر تقدمية مختلفة. كانت مخصصة لمائدة القرابين والتقدمات المقدسة، اذ نقش علي جدرانها أكثر من 40 منظر تمثل امنحتب الثالث والقرابين والهيبات التي قدمها لامون ،نذكر منها قائمة القرابين التي يقدمها الملك لاله المعبد، كذلك العجول الاربعة التي يقدمها لأمون، ونراها علي الجدار الشمالي علي يسار الداخل مباشرة، اما علي الجدار الشرقي فهناك العديد من المناظر التي تمثل الملك وهو يطلق البخور ويقدم الاواني وصناديق الملابس الملونة والتقدمات الاخرى لأمون.
ونجد في الجدار الغربي لصالحة مائدة القرابين مدخل يوصل إلي عدد من الحجرات، كما نجد مدخلا أخر في وسط الجدار الجنوبي يوصل إلي حجرة الزورق المقدس لامون.
حجرة الولادة المقدسة
نصل إلي هذه الغرفة بعبورنا لغرفة الزورق المقدس في الحائط الشرقي منها إلي حجرة ذات ثلاث أساطين، في شمالها تقع حجرة الولادة المقدس.
تعد هذه الحجرة هي أهم حجرة في المعبد حيث انها كما ذكرنا سابقا من أهم الاسباب التي دعت أمنحتب الثالث لبناء معبد الاقصر.
كان لهذه الغرفة سقف يسنده ثلاث أعمدة من البدي تحمل هذا السقف ، ولكن تهدم هذا السقف، وغطيت الغرفة الان بألواح خشب الحبيبي.
يوجد في هذه الغرفة المناظر التي تمثل ولادة الملك امنحتب الثالث. وهذه المناظر الالهية هي:

مناظر الحائط الغربي : وهي تشمل ثلاث صفوف الا وهم:-
1- النصف السفلي ويضم المناظر التالية:
- منظر خنوم الاله الخالق وهو يصنع عجلة الفخار لطفلين هما امنحتب الثالث وقرينه "الكا" .
- منظر لايزيس تعانق الملكة "موت – أم – ويا" في حضرة أمون الذي يقع في حبها.
- منظر أمون يقوده اله الحكمة الممثل برأس ابي منجل الي مخدع الملكة علي علامة التي تحملها الالهتين "سلكت" و"نبت" وهو ينفخ نسمة الحياة في انف الملكة، وقبل ان يتركها يكشف الاله عن أصله الالهي ويصر اليها أن الطفل الذي سيولد من اتحادهما سيدعى "امنوفيس" امنحتب الثالث، وإذ ذالك يلقي أمون بأوامره الي خنوم الاله الخالق الذي يشكل الانسان علي عجلة الفخاري.
- منظر فيه خنوم بعدإذ يعمل بجد في صنع طفلين صغيرين الاول يمثل الملك نفسه والثاني قرينه، بينما تراقب ايزيس المشهد وتمنح الحياة للطفلين.
2- مناظر الصف الاوسط : يضم المناظر الاتية:
- منظر لتحوت وهو يبشر "موت – ام –ويا" بنبا حملها بأمنحتب الثالث.
- منظر تقدم ايزيس المولود الجديد لابيه امون الذي يداعبه بين ذراعيه في حضور حتحور وموت.
3- مناظر الصف الاعلي: ويضم المناظر الاتية:
- منظر يبين فيه كيف ترضع الامهات الطفل وبينهم الحاتحورات التسع.
- مناظر تمثل امنحتب الثالث "امنوفيس" تباركه الالهة المختلفة.
- في هذا المنظر وهو المنظر الاخير يمثل فيه الملك بعد أن اصبح ملكا وفرعونا.

مقصورة الزورق المقدس لامون
وهي المقصورة التي اقامها امنحتب الثالث علي أساس أن تكون علي محور مستقيم من مدخل المعبد وهي محاطة بعدد منالغرف التي ربما استخدمت كمخازن لحفظ الاشياء اللازمة للخدمة اليومية في المعبد من اواني ومباخر وزيوت وعطور وبخور وملابس وما شابه ذلك ، وقد صورت علي جدران هذه المقصورة المناظر المختلفة التي تمثل امنحتب الثالث في علاقاته المختلفة مع الالهة والالهات وان كان اغلبها في الجدار.
قدس الاقداس
وهى حجرة بها أربعة أساطين قسمت إلى صفين ، وتمثل المناظر التي على جدرانها الملك أمنحتب الثالث فى علاقاته المختلفه مع المعبودات ، بجانب المناظر التى تمثله وهو يقدم القرابين إليهم . ويجد على جانبى غرفة التمثال مجموعه من الحجرات وقد كانت مخصصه لأغلب الظن لمستلزمات الطقوس الخاصه بتمثال المعبود .( 3 )
أما المنظر الخارجية للجدار الغربى والجدار الشرقى للمعبد فقد مثل عليها الحروب الآسيويه للملك رمسيس الثانى .( 4 )

المراجع
1- تشارلز نيمس – طيبة آثار الاقصر.
2- بهاء الدين ابراهيم – المعبد في الدولة الحديثة في مصر الفرعونية.
3- عز عرابي يوسف – دراسة وعلاج تلف الالوان في الصور كمقابر – الاشراف في البر الغربي – كلية الاثار جامعة القاهرة – 2004.
4- سيد توفيق – تاريخ العمارة في مصر القديمة الاقصر.
5- عبد العزيز صالح – الشرق الادني القديم – الجزء الاول.
6- كمال الدين سامح – مطبعة هيئة الاثار المصرية – القاهرة 1986م.
7- عيد عبد العزيز – محاضرات في الاثار المصرية القديمة – 1999.
8- رمضان عبده السيد – تاريخ مصر القديمة – الجزء الثاني – القاهرة 1993.
9- جان فيو كويتر – مصر القديمة ، ترجمة ماهر جويجاتي ، الطبعة الاولي 1993.
10- أحمد فخري – مصر الفرعونية – الطبعة السابعة – القاهرة 1991.
11- نيكولاجريمال – تاريخ مصر القديمة – الطبعة الثانية – القاهرة 1993.
12- ديار سولاني – الديانة المصرية القديمة ، ترجمة أحمد قدري ، القاهرة.
13- جيمس بيكي – الاثار المصرية في وادي النيل – الجزء الثالث.
14- توفيق أحمد عبد الجواد – العمارة والحضارة الفرعونية ، القاهرة ، 1984م.
15- محمد جمال الدين مختار – مصر القديمة ، دراسات في التاريخ والاثار – 1997م.
16- محمد عبد الحليم أحمد – المسلات في مصر الفرعونية – رسالة ماجستير ، القاهرة 2002م.
17- عماد رزق بدير / حراس ابواب المقابر والمعابد في طيبة – رسالة ماجستير ، القاهرة 2001م.
18- وزير وزير عبد الوهاب / محاضرات في مادة الاثار المصرية 2006.


عمل الطالب
بشوي ملاك الفرقة الثانية ترميم معماري

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق